شعر : مریم حیدري / شاعرة و مترجمة من إیران
إني لم أکن قبلاً علی استعداد جذب الضوء و الشغف الغریب کما أنا الآن
الهواء مليء بالتکشف و التکبر؛
هذا صوت من أحیی لأسمعه
نیاق من سماء اللیل تأتي تحمل النغمات بین هوادج الإشراق
هذا فستق العصر المملّحُ تلک النجمة الأولی ستطلع بعد دقیقة
و الصیف یخلف في فناء البیت ریحاً تسکر المثقال في ذرات ضوء الصبح یوم غدٍ
ألا لي رغبة نحو التبرج في تأدٍ ساعتین و رغبة نحو الجلوس رزینةً
و بمنتهی استرخاء قلبي ریثما یأتي الصدی
أتأمل الإیحاء في المرآة في وجهي
و أتلو قصة صوفیة حول الغرابة ثمّ أبیاتاً من الشعر البهیج -لجلال الدین الرومي- ...
ها! إنما برد بخاصرتي فتُشعرني دبیباً مثلما مرحٌ بجوفي
ثم خاصرتي ..
کأنْ رجلٌ تبتل منذ هذا العصر من وهمٍ و ها هو برد أصابعه الخفیفُ علی منافذها
فیُرهف صوته همساً یردد ما یرید بمسمعی:
«ألا تذهبین معي؟ إن الشارع مشرفٌ علی طرب اللیل و علی شبق الصیف
فهاتي زجاجة ماء و عنقود عنب لنمشي فأریکِ جسد الوهم بلا روح
و آخذ من راحتک خطاً یرقص فوق خاصرتي حتی یدبّ المرح في جوفي.»
الماءَ نشربه ونأکل حبتین من العنبْ
و یمارس الإیقاع
یرفع صوته بتمام ضحکته:
«أجل! إن کان شيء ما سیأتي مفرح في آخر الدنیا لیأت الآن
إني قد تأهبتُ.»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق