الخميس، 30 ديسمبر 2010

الموت

شعر : رحیم صخراوي


الموت ...
يتهاوی فوق الأشياء
ظل ٌ ...
ينحني
        وقت الغروب
على جسد الأرض
   -   المرأة -
والحياة ...
ترحل
تفر
من القارات السبع
حيث لا يوجد أثرٌ
            للحياة .

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

مجاز

شعر : حمـزة کوتي 


1ـــ

جَسَدُك برقٌ ، نازلا ًعلی حقل ِقَصَبٍ . کنتِ الفضّة توقظني في أوتار هذا الماء غریبًا . علی بعد أمتار عن أزاهیر الألم ، کنتِ ترتّقیني قمیصًا لوجهة الأفق .
//

تفسّرین رسائل النَهـَر للنَهـَر
مشغولة بتلمیع الینابیع  :
خلف القبور حرثٌ
هو لک .
//

صدرُك المرآة شرابٌ ، تفسیرُ الأحلام ، أو حُلمٌ لا تفسیرَ یقبل 
الطفلُ ضاحکاً ، و هو نائمٌ کالوثن علی صدرك
تداعبه أجنحة بیضـاء
و کنتِ تحلمین بالنَهَـر ربّما ، و بنرجس الیونان .

2ـــ

تبتکرین لي في سَرحة الحَقل ، ثانیة ، لغة ً
في نَهَـر ٍ ، ربّما ، و في حرث .
//

سَم ّ النَهَـرَ لتکون ، و ناد ِ الشجرة ، لتُبعَثَ غُصناً في فَرعها .
//

کنتُ المرآة َ تتقعّرُ، في عینیک ، تنشُر الضوء َ ، علی تویجات ٍ تذبُل
و المرآة ُمحدودبة ً ، قوسُ قُزَح ٍ یُطل ّ علی نحرك
مصقولة ٌ بمطرقة الشآبیب .
//

تبتکرین لي في سرحة الحَقل لغة ً
في نَهـَر ٍ ، ربّما ، و في حرث .




الأحد، 28 نوفمبر 2010

المستنقع


شعر : رحیم صخراوی

قُطعت كل الطرق
فلم يبقى للطيور
من سبيل
سكن المستنقع
صمتٌ رهيبٌ وعليل
غنت الضفدعة في الليل
" آه يا ليلي ... ياليل "
ردد المستنقع حزيناَ
" آه يا ليلي ... يا ليل "
صرخت فرحا َوقالت
" آآآه كم صوتي جميل"



الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

الفاتحة

  تألیف : رحیم صخراوی 


...الفاتحة
و يدور الفنجان كل مرة مع لفظ هذه الكلمة 
الفاتحة ...
و يؤتى بالشاي هذه المرة
الفاتحة ...
و تؤكل الحلوى فوق القبور او اي اكلة اخرى
فمازلت لم اعرف السبب بعد
ومازلت اجهل ما تحمله هذة اللفظة السحرية العجيبه من معاني مختلفة
الفاتحة ....
ماذا سيستفيد منها الفقيد ؟
الفاتحة لم تفتح له بابأ واحدأ
او تعني له شئأ سوى
"النهاية "
ال...ف...ا...ت...ح...ة ...

الاثنين، 8 نوفمبر 2010

زحف ٌ ليليٌّ


 شعر: أحمد حيدرِي

الليل ُ نافورة ٌ شقراءُ
مجنونة
تحتسي النجمَ حدَّ الثمالةِ
و نحنُ تحتَ قبَتِها
المدعوكةِ برائحةِ الوقت
نمثّلُ أدواراً لمسافاتِنا           



المطار


قصة : رحيم صخراوي

لملمت نفسها، شعرت أن شخصأً يراقبهاعن كثب ؛رفعت عينيها ورأت من وراء الكأس رجلاً يحدق بها ،بدا وجهه من خلال الكأس مضحكأ . وضعت الكأس علی الطاوله .
"ياللروعة من هذا ؟ ما أجمله ؛ رجلٌ في غاية الأناقة والوسامة يا الهي إنه ليس بشر إنه ... إنه ملاك ...منذ متی وهو يراقبني ؟ ليتني أعرف، ليتني أعرف... أعرف ... ماهذه الأفكار ماذا أصابني، ربما جننت "
رفعت الكأس ثانيةً الی شفتيها وقامت ترشف منها رويداً‌ رويداً شعرت بحرارة الخمر تحرق ريقها ؛  سكبت كاساً آخروشربتها دفعة واحدة ؛ حرارة الخمر وصلت هذه المرة إلی رأسها . 
" يالها من ساعه متی تمر؛ لماذا الزمان واقف هكذا ... لماذا لايتحرك ...آة..."
"هل يمكنني الجلوس ؟"
رفعت رأسها .
 " هذا لا يصدق إنه هو...هو"‌
ضلت تحدق به سُلبت منها قدرة‌ الكلام لاتعرف ماذا تجيب .
" هل يمكنني الجلوس ... آه معذرةً ؛‌ فهمت سأرحل أنا آسف "
" لا..لا...تفضل سيدي لامانع لدي تفضل ...تفض..."
"شكراً‌ سيدتي "
وجلس أمامها ، أخرج علبة السجائر من معطفه ثم وضع سيجارة في فمه وأشعل فيها النار؛ إشتعلت وإشتعلت هي ایضأ, قدم لها سيجارهً ضلت مترددة ماذا تفعل هل تقبل ؟ هل ترفض ؟ اصابتها الحيره بماذا تجيب واخيراً خرج من فمها كلاماً غير واضح فهم منه الرفض فردّها ألی العلبة ثانيةً .
خرج الدخان من فمه فغاب وجهه فی السديم ، أضيف علی جدار الدخان حاجزٌ آخر، حاولت بكل ما اُتيت من قوة إن تكسر هذا الحاجزالمريب ، حاجز الصمت الذي خّيم عليهما؛‌ مدت يدها نحو زجاجة الخمر وسكبت كأساً وقدمتها له .      
کانت يداها ترتجف کادت الکأس ان تسقط من يدها ، إحمر وجهها من الخجل 
" هل تشرب الخمر؟ "
في صوتها رعشة واضحة
" بالطبع سيدتی ..."
أخذ الکأس من يدها ، تلامست يداهما، إنتابها شعورٌغريب لم تجربه من قبل
رفع الکأس إلی فمه تلاقت عيونهما هذه المرة ،
" يالها من عيون ساحرة "
وضع الکأس علی الطاولة دون أن يشرب ،
" لماذا لم تشرب ؟ "
" لقد شربت من خمرة عينیک وهذا يکفيني العمر کله " وأبتسم
" إنني ألان ثملٌ ، لقد ثملت من عينیک بما فیه الکفایة ..." ؛
يا له من کلام جميل، لم يسبق لأذنها أن سمعت بمثل هذا الکلام ، أحرجت وحاولت خجلأ‌ تخبأ وجهها ؛ إحمروجهها وراح ينکسرعلی جيبها .......
رفع رأسها بطرف أنامله
"إلی اين انتِ ذاهبة ؟ هل تسافرين وحدک ؟"
" نعم، أنا ذاهبة الی باريس لإکمال دراستی "
" آه يا لها من صدفة أنا ايضاً مسافرإلی باريس في نفس الرحلة "
" حقاً ؟ "
"حقاً "
" للدراسة ؟"
" طبعأ لا ... أنا رجل أعمال ....."
" هل مرتبط ، أو ..؟ أرجو أن سؤالي  لايسبب لک إحراجاً ... من باب الفضول فقط ...
 لدي عادة سيئة جداً وهي الفضول في کل شئ، آسفة لإزعاجک .."
" لاعليک ..لا لست کذلک ،لم تأسرني فتاة‌ بعد " ، وضحک
إنتابها شعور ٌ جيد ؛
" وانتِ سيدتی الجميلة ؟"
" لا ... "
" إنتباه ..إنتباه ... مسافروا رحلة باريس رجاء فليذهبوا ألی بوابة رقم 9 ... لرکوب الطائرة ...  رجاء... الطائرة أوشکت علی الإقلاع "
" هيا بنا لنذهب .."
أخذ بيدها
" هیا ...هيا إسرعي"
أخرجا تذکرتاهما وذهبا بسرعة نحو البوابة
أتی النادل لينظف الطاولات فرأی فتاة نائمة علی الطاولة
لم يستطع أن يری وجهها لکثافة شعرها الأسود
مد يده نحوها ، ضلت یده ترددة للحظة‌‌ ،
خاف أن يوقظ الملاک النائم ، تغلب علی خوفه أخيرأ وهز کتفها
" سيدتي ... سيدتي إنهضي قد تفوتک الرحلة سيدتي ...أرجوک ..."
سقطت علی الأرض والتذکرة ....
" إسعاف ..إ س...


الجمعة، 15 أكتوبر 2010

قصیدة الشرک


 شعر : رحیم صخراوی 
هذه قطعة مختارة من قصیدة طویلة إسمها النون

شكرأ أيها الشِرك الذي
أنقذني من شَرك الشَك
شكرأ أيها السكر السكّري إلذي
يقطرمن سكرات الموت على فمي
ليذوقني طعم اليقين  
وينقذني من حيات الحياة اللاذعة
حيات تتغذى عمري القصير
من كان يصدق
بأني كنت أعاشر الحياة ليل نهار
وأجاسدها علي فراش الموت
كي أنجب نفسي ثانية
وإله الموت قسيسا يشرب فرحأ
نخب مولود جديد
إسمه أنا
والشيطان
يُعمّدني بماء الكفر والريب
عرابأ يقراء في أذني الأذان
ليصلبني مرة اخرى
علی صليب الحياة 

الأحد، 10 أكتوبر 2010

قصیدة للشاعر الإیراني مجید زماني أصل

قصیدة للشاعر الإیراني مجید زماني أصل
ترجمة : حمزة کوتي

إیکاروس

مرارًا رأیت ُ إیکاروس َ
في أحلامي
مع الغیوم ، تسافر فوق العالم
یزرع الخناجر في الأکتاف .

یا قتیل الشمس
أیّها الطائر هائمًا
أین مهبطُک َ الأخیر
قبـري
أم البـحر ؟ 


السبت، 9 أكتوبر 2010

شعر يسافر من العربية إلى الفارسية


ترجمة فارسية لبعض الأعمال الشعرية لنوري الجرّاح


صدرت في طهران عن «دار نشر أفراز» المعروفة أربع مجموعات شعرية مترجمة إلى الفارسية للشاعر نوري الجرّاح، في إطار خطّة لنشر أعماله الشعرية في مجلّدين. وقام بترجمة الأعمال الشاعر والكاتب الإيراني حمزة كوتي. وبهذا الحدث، يكون نوري الجرّاح أول شاعر عربي معاصر تصدر أعماله الشعرية الكاملة مترجمة إلى الفارسية، وذلك عن واحدة من أهم دور النشر الإيرانية، وفي إطار سلسلة معدّة للشعر العالمي. وقد احتفت الدار بالشاعر في مقرّها، بإقامة حفلة استقبال وتوقيع لهذه الأعمال بحضور نخبة من الشعراء والنقّاد وأهل الأدب الإيرانيين، وكان من بين حضور الحفلة التي تزامنت مع انعقاد مهرجان الشعر الدولي الأول في طهران ما بين ١٧ و٢٤ الشهر الماضي، نخبة من الشعراء والنقّاد والكتّاب والصحفيين الإيرانيين، منهم الشعراء: مسعود أحمدي، موسى بيدج، شاهين باوي، بهارة رضائي، علي رضا بهنام، ترانة برومند، ياسين محمدي، مريم حيدري، كريم سرشناس، والكتّاب والمترجمين: ساسان تبسمي، رضا عامري، محمود طياري، محمد زهري، محمد جوكار، ليلي فرهاد بور، فرهند تنكابوني، فرزاد حسني، يوسف أنصاري، والمخرج السينمائي ماجد نيسي، ولفيف من الصحافيين. وحضر من العرب الشاعران عزّ الدين المناصرة من فلسطين وخالد النجّار من تونس.
 «المشاهد السياسي» ـ طهران

> تزامناً مع انعقاد مهرجان الشعر الدولي الأول في طهران ما بين ١٧ و١٤ الشهر الماضي، احتفت «دار نشر أفراز» الإيرانية المعروفة بالشاعر نوري الجرّاح بمناسبة إصدارها أربع مجموعات شعرية مترجمة الى الفارسية للشاعر المذكور، وذلك بإقامة حفلة استقبال وتوقيع أعماله في مقرّ الدار، وقد قدّم الحفلة الشاعر والمسرحي ياسين محمدي، وعبّر عن سعادته في أن تكون له يد في نقل آثار الشاعر إلى اللغة الفارسية. وقال: إنه شعر له دم جديد، ونبرته جديدة علينا.
ثم تكلّم في الحفلة عن الأعمال المترجمة كل من الشاعر المخضرم مسعود أحمدي، والشاعر والمترجم موسى بيدج، والناقد والمترجم رضا عامري، والناشرة أعظم كيان التي أسهبت في شرح خطّتها في نشر الأدب العربي في إطار خطّة الدار في ترجمة آداب الشرق والعالم ونشرها.
وقد أثنى كل من بيدج ومحمدي وعامري على الاختيار والترجمة التي قام بها حمزة كوتي لأعمال الشاعر، واللغة المتينة، والمغامرة التي نقل إليها شعراً وصف بأنه على جانب كبير من التعقيد وغنى القاموس اللغوي.
استهلّ الشاعر مسعود أحمدي كلمته بحديث عن روّاد الترجمة الإيرانيين من العربية، وعن بعض أهم الآثار الشعرية المترجمة إلى الفارسية في العصر الحديث.
وقبل أن ينتقل إلى قراءة شذرات من الترجمة والتعليق عليها، كان يعيد بطرب سطوراً من الأشعار ويثني على المترجم. ورأى الشاعر أحمدي أن شعر نوري الجرّاح كما يبدو هنا في هذه الترجمة ـ وكما لا بد من أن يكون في أصله ـ إنما هو شعر قادر على إغواء ذوّاقة الشعر وتوريطهم في القراءة. فهو شعر أسرار وجماليات مختلفة، لا يمنح نفسه من قراءة واحدة، ولكنه يلمع ويجتذب إليه الحواس الخلاّقة. إنه شعر قادر على السفر، شعر يتجاوز لغته إلى لغتنا باقتدار، شعر يرفرف في اللغة الفارسية ويحلّق، ولا بد من أن أشكر المترجم مرّتين، مرّة على اختياره، ومرّة أخرى على اجتهاده اللغوي الجريء لنحت مكان في اللغة الفارسية لقصائد هذا الشاعر العربي. وختم بقوله: لا بد من أن قرّاء نوعيّين هم من سيتذوّق هذا الشعر في لغتنا.
 مترجمون جدد
بدوره، تحدّث موسى بيدج عن ظهور جيل جديد من المترجمين الإيرانيين، ومنهم حمزة كوتي، ممن يملكون حساسية شعريّة عالية، وفهماً متجدّداً للنصّ الشعري الحديث، واطّلاعاً وافراً على الآداب والشعريّات العالمية، ممن قام هو نفسه بتشجيعهم وتبنّي أعمال بعضهم. وقال: وأنا وإن لم أكن اطّلعت قبل اليوم على ترجمة حمزة كوتي لأعمال نوري الجرّاح الشعرية، إلا أن نظرة على الاختيار، وعلى بعض النصوص، كافية لتجعلني أعدّ نفسي بنيل متعة كبيرة من هذه الترجمة لشاعر عرفته وقرأت له كثيراً وسبق لي أن ترجمت بعضاً من شعره.
وقد تمنّى موسى بيدج للمترجم التوفيق في عمله على المجموعات الأخرى من شعر الشاعر.
المتكلّم الثالث في الاحتفالية، كان المترجم والناقد المخضرم رضا عامري الذي وقّع بقلمه بعض أهم الترجمات من الأدب العربي الحديث على مدار السنوات العشرين المنصرمة، وقد قرأ مقاطع من شعر الشاعر، وعبّر عن طربه للّغة الاستثنائية التي ترجم بها حمزة كوتي شعراً لا يبدو سهلاً لأي مترجم، وقصائد ليس في مستطاع مترجم محدود الامكانات أن يتمكّن من نواصيها. ورأى في نشر عدد من الأعمال الشعرية الأجنبية لشاعر واحد دفعة واحدة أمراً جريئاً ومبهجاً معاً، فضلاً عن أنه مبتكر، فهو يحدث لأول مرّة في تاريخ النشر الشعري الحديث في إيران.
 شعريات الشرق
ثم قرأ الشاعر نوري الجرّاح قصيدتين من ديوانيه «طفولة موت» و«الحديقة الفارسية»، واستبق قراءته بحديث موجز ومركّز حول الشعرية العربية وأصواتها الجديدة، والتيارات والأصوات الأكثر بروزاً في الشعر العربي المعاصر، ودعا إلى الاحتفاء بالشعرية العربية الحديثة عبر الترجمة إلى لغات الشرق، وبينها اللغة الفارسية، في إطار نوع من التواصل الخلاّق بين شعريّات الشرق، وهو التواصل الذي أهمل طويلاً لمصلحة اهتمام مبالغ به بالشعر الغربي على حساب التواصل بين شعر الشرق وشعرائه.
وقد وقّع الشاعر أعماله للحضور الذين عبّروا عن اهتمامهم بالشعر العربي، وبهذه الأعمال التي دعا الشاعر إلى اعتبارها خطوة على طريق ترجمة مئة شاعر عربي حديث إلى اللغة الفارسية. بعد ذلك قرأ المترجم حمزة كوتي مقاطع بالفارسية من الأعمال المترجمة.
وقامت مريم حيدري، وهي شاعرة إيرانية تكتب باللغتين العربية والفارسية، بترجمة كلمات الشعراء والمتدخّلين في الاحتفالية، وعبّرت عن سعادتها في «أن يكون بيننا الليلة شاعر عربي من طراز نوري الجرّاح الذي قرأنا وترجمنا له في إيران». وأضافت «شيء يدعو إلى السعادة أن شعره سيكون متداولاً أكثر في أوساط الشعراء الإيرانيين الجدد، فهو شعر كثير الإغواء».
 شعريّة جديدة
المجموعات الأربع الأولى التي صدرت للشاعر عن «دار نشر أفراز» هي: «طفولة موت»، «حدائق هاملت»، «القصيدة والقصيدة في المرآة»، «الحديقة الفارسية». وقد صرّحت الناشرة أنه مع الخريف المقبل سيكتمل صدور المجموعات الست الأخرى من أعمال الشاعر.
ولدى سؤالها عن هذه الخطوة في ترجمة كل الأعمال المنشورة لشاعر عربي حيّ، قالت الناشرة أعظم كيان أفراز، وهي متخصّصة بالأدب الفارسي، ونشرت في دارها لنخبة الكتّاب الإيرانيين والعالميين، إنها تعتبر شعر نوري الجرّاح تجربة شعرية مهمّة، ولعلّها تكون واحدة من أكثر التجارب تعبيراً عن التطوّرات الجمالية المتقدّمة في الشعر العربي الحديث. وأضافت: يشاركني في هذا الاعتقاد عدد من مستشاري الدار ومتذوّقي الشعر المطّلعين على شعره. وقد نقلت الأشعار إلى لغة فارسية مغامرة وأنيقة كشفت عن الجديد الذي حفلت به تجربة الشاعر التي أجزم بأنها مختلفة بصورة لافتة عمّا سبق وعرفناه مع تجارب الشعراء المعروفين من جانب القارئ الإيراني من أمثال: نزار قباني، ومحمود درويش، وأدونيس، ومحمد الماغوط الذين ترجموا إلى الفارسية. وختمت الناشرة بقولها: إنه شعر جديد علينا، وسوف نواصل هذه المغامرة مع شعراء عرب آخرين، من الطراز نفسه، ولدينا في هذا الاطار خطة مدروسة. وعبّرت السيدة أفراز عن سعادتها في ردود الفعل التي استقبلت بها الأعمال المترجمة، ورأت في هذا الترحيب بالأعمال استعداداً للترحيب بالشعر العربي، بوصفه شعراً متقدّماً ومغامراً.
 جماليّات راديكالية
بدوره قال المترجم حمزة كوتي، وهو شاعر أيضاً، إنه عكف خلال السنتين الماضيتين على ترجمة أعمال الشاعر، انطلاقاً من وعي بقيمة التجربة وبقدرتها على إغواء الشعراء ومتذوّقي الشعر الإيرانيين، الذين ينتمون إلى أمّة تعتبر من أكثر الأمم ولعاً بالشعر. ويعتبر كوتي، الذي ينتمي إلى جيل جديد من المترجمين، أن الشعر العربي شهد في الربع الأخير من القرن العشرين تطوّرات جماليّة راديكالية غيّرت مجراه بصورة لا سابق لها ولا مثيل.
وقد لقيت الترجمات المنشورة للشاعر صدى طيّباً في الأوساط الثقافية الإيرانية في كل من طهران وأصفهان وشيراز، خلال جولة استمرّت عشرة أيام، حيث كان الشاعر ضيفاً على مهرجان شعر إيران والعالم   .