الجمعة، 15 أكتوبر 2010

قصیدة الشرک


 شعر : رحیم صخراوی 
هذه قطعة مختارة من قصیدة طویلة إسمها النون

شكرأ أيها الشِرك الذي
أنقذني من شَرك الشَك
شكرأ أيها السكر السكّري إلذي
يقطرمن سكرات الموت على فمي
ليذوقني طعم اليقين  
وينقذني من حيات الحياة اللاذعة
حيات تتغذى عمري القصير
من كان يصدق
بأني كنت أعاشر الحياة ليل نهار
وأجاسدها علي فراش الموت
كي أنجب نفسي ثانية
وإله الموت قسيسا يشرب فرحأ
نخب مولود جديد
إسمه أنا
والشيطان
يُعمّدني بماء الكفر والريب
عرابأ يقراء في أذني الأذان
ليصلبني مرة اخرى
علی صليب الحياة 

الأحد، 10 أكتوبر 2010

قصیدة للشاعر الإیراني مجید زماني أصل

قصیدة للشاعر الإیراني مجید زماني أصل
ترجمة : حمزة کوتي

إیکاروس

مرارًا رأیت ُ إیکاروس َ
في أحلامي
مع الغیوم ، تسافر فوق العالم
یزرع الخناجر في الأکتاف .

یا قتیل الشمس
أیّها الطائر هائمًا
أین مهبطُک َ الأخیر
قبـري
أم البـحر ؟ 


السبت، 9 أكتوبر 2010

شعر يسافر من العربية إلى الفارسية


ترجمة فارسية لبعض الأعمال الشعرية لنوري الجرّاح


صدرت في طهران عن «دار نشر أفراز» المعروفة أربع مجموعات شعرية مترجمة إلى الفارسية للشاعر نوري الجرّاح، في إطار خطّة لنشر أعماله الشعرية في مجلّدين. وقام بترجمة الأعمال الشاعر والكاتب الإيراني حمزة كوتي. وبهذا الحدث، يكون نوري الجرّاح أول شاعر عربي معاصر تصدر أعماله الشعرية الكاملة مترجمة إلى الفارسية، وذلك عن واحدة من أهم دور النشر الإيرانية، وفي إطار سلسلة معدّة للشعر العالمي. وقد احتفت الدار بالشاعر في مقرّها، بإقامة حفلة استقبال وتوقيع لهذه الأعمال بحضور نخبة من الشعراء والنقّاد وأهل الأدب الإيرانيين، وكان من بين حضور الحفلة التي تزامنت مع انعقاد مهرجان الشعر الدولي الأول في طهران ما بين ١٧ و٢٤ الشهر الماضي، نخبة من الشعراء والنقّاد والكتّاب والصحفيين الإيرانيين، منهم الشعراء: مسعود أحمدي، موسى بيدج، شاهين باوي، بهارة رضائي، علي رضا بهنام، ترانة برومند، ياسين محمدي، مريم حيدري، كريم سرشناس، والكتّاب والمترجمين: ساسان تبسمي، رضا عامري، محمود طياري، محمد زهري، محمد جوكار، ليلي فرهاد بور، فرهند تنكابوني، فرزاد حسني، يوسف أنصاري، والمخرج السينمائي ماجد نيسي، ولفيف من الصحافيين. وحضر من العرب الشاعران عزّ الدين المناصرة من فلسطين وخالد النجّار من تونس.
 «المشاهد السياسي» ـ طهران

> تزامناً مع انعقاد مهرجان الشعر الدولي الأول في طهران ما بين ١٧ و١٤ الشهر الماضي، احتفت «دار نشر أفراز» الإيرانية المعروفة بالشاعر نوري الجرّاح بمناسبة إصدارها أربع مجموعات شعرية مترجمة الى الفارسية للشاعر المذكور، وذلك بإقامة حفلة استقبال وتوقيع أعماله في مقرّ الدار، وقد قدّم الحفلة الشاعر والمسرحي ياسين محمدي، وعبّر عن سعادته في أن تكون له يد في نقل آثار الشاعر إلى اللغة الفارسية. وقال: إنه شعر له دم جديد، ونبرته جديدة علينا.
ثم تكلّم في الحفلة عن الأعمال المترجمة كل من الشاعر المخضرم مسعود أحمدي، والشاعر والمترجم موسى بيدج، والناقد والمترجم رضا عامري، والناشرة أعظم كيان التي أسهبت في شرح خطّتها في نشر الأدب العربي في إطار خطّة الدار في ترجمة آداب الشرق والعالم ونشرها.
وقد أثنى كل من بيدج ومحمدي وعامري على الاختيار والترجمة التي قام بها حمزة كوتي لأعمال الشاعر، واللغة المتينة، والمغامرة التي نقل إليها شعراً وصف بأنه على جانب كبير من التعقيد وغنى القاموس اللغوي.
استهلّ الشاعر مسعود أحمدي كلمته بحديث عن روّاد الترجمة الإيرانيين من العربية، وعن بعض أهم الآثار الشعرية المترجمة إلى الفارسية في العصر الحديث.
وقبل أن ينتقل إلى قراءة شذرات من الترجمة والتعليق عليها، كان يعيد بطرب سطوراً من الأشعار ويثني على المترجم. ورأى الشاعر أحمدي أن شعر نوري الجرّاح كما يبدو هنا في هذه الترجمة ـ وكما لا بد من أن يكون في أصله ـ إنما هو شعر قادر على إغواء ذوّاقة الشعر وتوريطهم في القراءة. فهو شعر أسرار وجماليات مختلفة، لا يمنح نفسه من قراءة واحدة، ولكنه يلمع ويجتذب إليه الحواس الخلاّقة. إنه شعر قادر على السفر، شعر يتجاوز لغته إلى لغتنا باقتدار، شعر يرفرف في اللغة الفارسية ويحلّق، ولا بد من أن أشكر المترجم مرّتين، مرّة على اختياره، ومرّة أخرى على اجتهاده اللغوي الجريء لنحت مكان في اللغة الفارسية لقصائد هذا الشاعر العربي. وختم بقوله: لا بد من أن قرّاء نوعيّين هم من سيتذوّق هذا الشعر في لغتنا.
 مترجمون جدد
بدوره، تحدّث موسى بيدج عن ظهور جيل جديد من المترجمين الإيرانيين، ومنهم حمزة كوتي، ممن يملكون حساسية شعريّة عالية، وفهماً متجدّداً للنصّ الشعري الحديث، واطّلاعاً وافراً على الآداب والشعريّات العالمية، ممن قام هو نفسه بتشجيعهم وتبنّي أعمال بعضهم. وقال: وأنا وإن لم أكن اطّلعت قبل اليوم على ترجمة حمزة كوتي لأعمال نوري الجرّاح الشعرية، إلا أن نظرة على الاختيار، وعلى بعض النصوص، كافية لتجعلني أعدّ نفسي بنيل متعة كبيرة من هذه الترجمة لشاعر عرفته وقرأت له كثيراً وسبق لي أن ترجمت بعضاً من شعره.
وقد تمنّى موسى بيدج للمترجم التوفيق في عمله على المجموعات الأخرى من شعر الشاعر.
المتكلّم الثالث في الاحتفالية، كان المترجم والناقد المخضرم رضا عامري الذي وقّع بقلمه بعض أهم الترجمات من الأدب العربي الحديث على مدار السنوات العشرين المنصرمة، وقد قرأ مقاطع من شعر الشاعر، وعبّر عن طربه للّغة الاستثنائية التي ترجم بها حمزة كوتي شعراً لا يبدو سهلاً لأي مترجم، وقصائد ليس في مستطاع مترجم محدود الامكانات أن يتمكّن من نواصيها. ورأى في نشر عدد من الأعمال الشعرية الأجنبية لشاعر واحد دفعة واحدة أمراً جريئاً ومبهجاً معاً، فضلاً عن أنه مبتكر، فهو يحدث لأول مرّة في تاريخ النشر الشعري الحديث في إيران.
 شعريات الشرق
ثم قرأ الشاعر نوري الجرّاح قصيدتين من ديوانيه «طفولة موت» و«الحديقة الفارسية»، واستبق قراءته بحديث موجز ومركّز حول الشعرية العربية وأصواتها الجديدة، والتيارات والأصوات الأكثر بروزاً في الشعر العربي المعاصر، ودعا إلى الاحتفاء بالشعرية العربية الحديثة عبر الترجمة إلى لغات الشرق، وبينها اللغة الفارسية، في إطار نوع من التواصل الخلاّق بين شعريّات الشرق، وهو التواصل الذي أهمل طويلاً لمصلحة اهتمام مبالغ به بالشعر الغربي على حساب التواصل بين شعر الشرق وشعرائه.
وقد وقّع الشاعر أعماله للحضور الذين عبّروا عن اهتمامهم بالشعر العربي، وبهذه الأعمال التي دعا الشاعر إلى اعتبارها خطوة على طريق ترجمة مئة شاعر عربي حديث إلى اللغة الفارسية. بعد ذلك قرأ المترجم حمزة كوتي مقاطع بالفارسية من الأعمال المترجمة.
وقامت مريم حيدري، وهي شاعرة إيرانية تكتب باللغتين العربية والفارسية، بترجمة كلمات الشعراء والمتدخّلين في الاحتفالية، وعبّرت عن سعادتها في «أن يكون بيننا الليلة شاعر عربي من طراز نوري الجرّاح الذي قرأنا وترجمنا له في إيران». وأضافت «شيء يدعو إلى السعادة أن شعره سيكون متداولاً أكثر في أوساط الشعراء الإيرانيين الجدد، فهو شعر كثير الإغواء».
 شعريّة جديدة
المجموعات الأربع الأولى التي صدرت للشاعر عن «دار نشر أفراز» هي: «طفولة موت»، «حدائق هاملت»، «القصيدة والقصيدة في المرآة»، «الحديقة الفارسية». وقد صرّحت الناشرة أنه مع الخريف المقبل سيكتمل صدور المجموعات الست الأخرى من أعمال الشاعر.
ولدى سؤالها عن هذه الخطوة في ترجمة كل الأعمال المنشورة لشاعر عربي حيّ، قالت الناشرة أعظم كيان أفراز، وهي متخصّصة بالأدب الفارسي، ونشرت في دارها لنخبة الكتّاب الإيرانيين والعالميين، إنها تعتبر شعر نوري الجرّاح تجربة شعرية مهمّة، ولعلّها تكون واحدة من أكثر التجارب تعبيراً عن التطوّرات الجمالية المتقدّمة في الشعر العربي الحديث. وأضافت: يشاركني في هذا الاعتقاد عدد من مستشاري الدار ومتذوّقي الشعر المطّلعين على شعره. وقد نقلت الأشعار إلى لغة فارسية مغامرة وأنيقة كشفت عن الجديد الذي حفلت به تجربة الشاعر التي أجزم بأنها مختلفة بصورة لافتة عمّا سبق وعرفناه مع تجارب الشعراء المعروفين من جانب القارئ الإيراني من أمثال: نزار قباني، ومحمود درويش، وأدونيس، ومحمد الماغوط الذين ترجموا إلى الفارسية. وختمت الناشرة بقولها: إنه شعر جديد علينا، وسوف نواصل هذه المغامرة مع شعراء عرب آخرين، من الطراز نفسه، ولدينا في هذا الاطار خطة مدروسة. وعبّرت السيدة أفراز عن سعادتها في ردود الفعل التي استقبلت بها الأعمال المترجمة، ورأت في هذا الترحيب بالأعمال استعداداً للترحيب بالشعر العربي، بوصفه شعراً متقدّماً ومغامراً.
 جماليّات راديكالية
بدوره قال المترجم حمزة كوتي، وهو شاعر أيضاً، إنه عكف خلال السنتين الماضيتين على ترجمة أعمال الشاعر، انطلاقاً من وعي بقيمة التجربة وبقدرتها على إغواء الشعراء ومتذوّقي الشعر الإيرانيين، الذين ينتمون إلى أمّة تعتبر من أكثر الأمم ولعاً بالشعر. ويعتبر كوتي، الذي ينتمي إلى جيل جديد من المترجمين، أن الشعر العربي شهد في الربع الأخير من القرن العشرين تطوّرات جماليّة راديكالية غيّرت مجراه بصورة لا سابق لها ولا مثيل.
وقد لقيت الترجمات المنشورة للشاعر صدى طيّباً في الأوساط الثقافية الإيرانية في كل من طهران وأصفهان وشيراز، خلال جولة استمرّت عشرة أيام، حيث كان الشاعر ضيفاً على مهرجان شعر إيران والعالم   .

السبت، 2 أكتوبر 2010

قصیدة أنا



 شعر : رحيم صخراوي 
أنا
مأساة أنا
تتكرر كل لحظة
مع صرخة طفلٍ
يصرخ اعتراضأ
لدخوله الجبري
سجن الولادة  .

مأساة أنا
تتكرر مع كل
نظرةٍ  مختلسة لرجلٍ
وإمراةٍ  فاحشة
قبلة  سوداء
حضن اصفر
ومضاجعة حمراء
تولد  لحظة تزاوج الشهوة
والجريمة .

جريمة أنا
اقترفها الرب  
في لحظة سكر
 و إثم  وجنون .
مأساةٌ  أنا
تثقل كاهل الحياة
وسمة عارٍ
على جبين العصر .




قصیده : هوادج الإشراق



شعر : مریم حیدري / شاعرة و مترجمة من إیران 

 هوادج الإشراق
إن کان شيء ما سیأتي مفرح في آخر الدنیا لیأتِ الآن
إني لم أکن قبلاً علی استعداد جذب الضوء و الشغف الغریب کما أنا الآن
الهواء مليء بالتکشف و التکبر؛
هذا صوت من أحیی لأسمعه
نیاق من سماء اللیل تأتي تحمل النغمات بین هوادج الإشراق
هذا فستق العصر المملّحُ تلک النجمة الأولی ستطلع بعد دقیقة 
و الصیف یخلف في فناء البیت ریحاً تسکر المثقال في ذرات ضوء الصبح یوم غدٍ
ألا لي رغبة نحو التبرج في تأدٍ ساعتین و رغبة نحو الجلوس رزینةً                
   و بمنتهی استرخاء قلبي ریثما یأتي الصدی
أتأمل الإیحاء في المرآة في وجهي
و أتلو قصة صوفیة حول الغرابة ثمّ أبیاتاً من الشعر البهیج -لجلال الدین الرومي- ...
ها! إنما برد بخاصرتي فتُشعرني دبیباً مثلما مرحٌ بجوفي                                          
ثم خاصرتي ..
کأنْ رجلٌ تبتل منذ هذا العصر من وهمٍ و ها هو برد أصابعه الخفیفُ علی منافذها
فیُرهف صوته همساً یردد ما یرید بمسمعی:
«ألا تذهبین معي؟ إن الشارع مشرفٌ علی طرب اللیل و علی شبق الصیف
فهاتي زجاجة ماء و عنقود عنب لنمشي  فأریکِ جسد الوهم بلا روح
و آخذ من راحتک خطاً یرقص فوق خاصرتي حتی یدبّ المرح في جوفي.»
الماءَ نشربه ونأکل حبتین من العنبْ
و یمارس الإیقاع
یرفع صوته بتمام ضحکته:
«أجل! إن کان شيء ما سیأتي مفرح في آخر الدنیا لیأت الآن
إني قد تأهبتُ.»